حفظ العربية هو حفظ القرآن
بقلم : محمد أتم الإندونيسي
قد ضمن الله على وحيه من القرآن والسنة على أنه حفظت أصالته إلى يوم القيامة. قال الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
فنشأة علوم القرآن والحديث برهان ساطع على صدق هذا الوعد. كذلك نشأة علوم اللغة العربية، لأن القرآن والحديث كانا باللغة العربية التي اختارها الله لوحيه الأخير. إذا كان الله يحفظ أصالة وحيه فمن اللازم أن يحفظ أصالة اللغة العربية. فلذلك لا يستغرب أن يحاول أعداء الإسلام لإبعاد المسلمين عن اللغة العربية لأن ذلك يؤدي إلى إبعادهم عن القرآن والسنة الدستورين لهم في الحياة. طبعا، لا يستطيعون أبدا تغيير وحيه ولغة وحيه، ولكنهم نجحوا في إبعاد المسلمين عن ذلك.
هذا الوعد في تحقيقه مهد الله الفرصة لأبناء دينه أن يحوزوا الفضل بأخذ دور العمل فيه. فقد أخذ هذا الدور ناس من الصحابة والتابعين ومن لحقوهم من العلماء.
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحابة التي تربت على يده الشريفة، استمروا على حمل أمانة الرسالة. قد أدوا هذه الأمانة حق تأدية. وقد بالغوا في حفظ أصالة اللغة العربية. والخلفاء الراشدون نجحوا في تحقيق هذا الدور، بل دورهم كبير جدا.
اللحن في اللغة العربية الذي يؤدي إلى اللحن في القرآن وقع تدريجيا. قد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه نادر جدا. وحذره غاية التحذير كما في الحديث الذي رواه الحاكم، إن كان هذا الحديث حسنا بشواهده التي تقويه عن ضعفه، أن رجلا لحن بحضرته فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أرشدوا أخاكم فقد ضل.
ما أعظم هذا اللحن حتى جعله من الضلالة.
وكذلك في عهد خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قل هذا اللحمن أن يقع، لأن الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام مازالوا قليلين. ودوره الأكبر في هذا المجال لا شك جمع القرآن في المصحف بسبب موت الكثيرين من الحفاظ في حرب الردة خوفا من ذهاب القرآن. وقد نبه عن وقوع اللحن بقوله كما رواه الشعبي عنه : لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تناشئت الألحان، فاشتهرت الروايات عنه المحذرة عن هذه الألحان.
فروي أنه مر بقوم يرمون ويسيئون الرمي، فغضب منهم وقال لهم: بئس ما رميتم، فقالوا : إنا قوم متعلمين [أو نحن قوم رامين]
هذا هو اللحن، لا يقال "متعلمين" على النصب أو الجر في مثل هذه الجملة، بل إنه مرفوع لكونه خبرا، فيقال : متعلمون
فقال : والله لخطؤكم في كلامكم أشد من خطئكم في رميكم.
فقد قدم أعرابي في خلافة عمر فقال : "من يقرئني شيئا مما أنزل على محمد؟ " فأقرأه رجل سورة براءة بهذا اللحن :
"وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولِهِ ..."
(قلت : بكسر اللام في "رسوله" فطبعا هذا خطأ فاحش في المعنى)
فقال الأعرابي: "إن يكن الله بريئا من رسوله، فأنا أبرأ منه"
فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال : يا أمير المؤمنين، إني قدمت المدينة ... وقص القصة
فقال عمر : "ليس هكذا يا أعرابي" فقال : "كيف هي يا أمير المؤمنين؟ " فقال: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}
(بضم اللام في "رسوله" وهذا هو الصحيح)
فقال الأعرابي: "وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم".
فأمر عمر ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة.
وكتب كاتب لأبي موسى الأشعري إلى عمر الذي أوله :
“من أبو موسى الأشعري"
(الصحيح أن يكتب : "من أبي موسى الأشعري" لأن لفظ "أبي" وقع بعد حرف الجر الذي يلزمه أن يكون مجرورا)
فكتب عمر إلى عامله : “سلام عليك، أما بعد، فاضرب كاتبك سوطاً واحدا، وأخّر عطاءه سنة” أو “إذا أتاك كتابي هذا، فاجلده سوطاً واعزله عن عمله”.
فاشتهرت الأقوال المنسوبة إليه في أمر تعلم اللغة العربية :
"تعلموا العربية؛ فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة
وكذلك قال :
تعلموا السنة والفرائض واللحن كما تعلمون القرآن
قلت : اللحن هنا بمعنى اللغة العربية
وأما في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لا شك دوره الأكبر توحيد رسم القرآن في مصحفه حين وقعت اختلاف بين المسلمين آنذك في قراءة القرآن ويجعل مصحفه إماما وحكما وفصلا حين وقعت الإختلافات.
توسعت هذه الألحان في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى يكون أول من أمر بوضع أصول وقواعد اللغة العربية، وقد أمر أبا الأسود الدئلي (ت ٩٧ ه) به. وهذا العالم الكبير أبو الأسود الدئلي هو أول من وضع هذه الأصول.
بقلم : محمد أتم الإندونيسي
قد ضمن الله على وحيه من القرآن والسنة على أنه حفظت أصالته إلى يوم القيامة. قال الله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
فنشأة علوم القرآن والحديث برهان ساطع على صدق هذا الوعد. كذلك نشأة علوم اللغة العربية، لأن القرآن والحديث كانا باللغة العربية التي اختارها الله لوحيه الأخير. إذا كان الله يحفظ أصالة وحيه فمن اللازم أن يحفظ أصالة اللغة العربية. فلذلك لا يستغرب أن يحاول أعداء الإسلام لإبعاد المسلمين عن اللغة العربية لأن ذلك يؤدي إلى إبعادهم عن القرآن والسنة الدستورين لهم في الحياة. طبعا، لا يستطيعون أبدا تغيير وحيه ولغة وحيه، ولكنهم نجحوا في إبعاد المسلمين عن ذلك.
هذا الوعد في تحقيقه مهد الله الفرصة لأبناء دينه أن يحوزوا الفضل بأخذ دور العمل فيه. فقد أخذ هذا الدور ناس من الصحابة والتابعين ومن لحقوهم من العلماء.
بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، الصحابة التي تربت على يده الشريفة، استمروا على حمل أمانة الرسالة. قد أدوا هذه الأمانة حق تأدية. وقد بالغوا في حفظ أصالة اللغة العربية. والخلفاء الراشدون نجحوا في تحقيق هذا الدور، بل دورهم كبير جدا.
اللحن في اللغة العربية الذي يؤدي إلى اللحن في القرآن وقع تدريجيا. قد وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه نادر جدا. وحذره غاية التحذير كما في الحديث الذي رواه الحاكم، إن كان هذا الحديث حسنا بشواهده التي تقويه عن ضعفه، أن رجلا لحن بحضرته فقال - عليه الصلاة والسلام -: "أرشدوا أخاكم فقد ضل.
ما أعظم هذا اللحن حتى جعله من الضلالة.
وكذلك في عهد خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قل هذا اللحمن أن يقع، لأن الأعاجم الذين دخلوا في الإسلام مازالوا قليلين. ودوره الأكبر في هذا المجال لا شك جمع القرآن في المصحف بسبب موت الكثيرين من الحفاظ في حرب الردة خوفا من ذهاب القرآن. وقد نبه عن وقوع اللحن بقوله كما رواه الشعبي عنه : لأن أقرأ فأسقط أحب إلي من أن أقرأ فألحن
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تناشئت الألحان، فاشتهرت الروايات عنه المحذرة عن هذه الألحان.
فروي أنه مر بقوم يرمون ويسيئون الرمي، فغضب منهم وقال لهم: بئس ما رميتم، فقالوا : إنا قوم متعلمين [أو نحن قوم رامين]
هذا هو اللحن، لا يقال "متعلمين" على النصب أو الجر في مثل هذه الجملة، بل إنه مرفوع لكونه خبرا، فيقال : متعلمون
فقال : والله لخطؤكم في كلامكم أشد من خطئكم في رميكم.
فقد قدم أعرابي في خلافة عمر فقال : "من يقرئني شيئا مما أنزل على محمد؟ " فأقرأه رجل سورة براءة بهذا اللحن :
"وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسولِهِ ..."
(قلت : بكسر اللام في "رسوله" فطبعا هذا خطأ فاحش في المعنى)
فقال الأعرابي: "إن يكن الله بريئا من رسوله، فأنا أبرأ منه"
فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال : يا أمير المؤمنين، إني قدمت المدينة ... وقص القصة
فقال عمر : "ليس هكذا يا أعرابي" فقال : "كيف هي يا أمير المؤمنين؟ " فقال: {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}
(بضم اللام في "رسوله" وهذا هو الصحيح)
فقال الأعرابي: "وأنا أبرأ ممن برئ الله ورسوله منهم".
فأمر عمر ألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة.
وكتب كاتب لأبي موسى الأشعري إلى عمر الذي أوله :
“من أبو موسى الأشعري"
(الصحيح أن يكتب : "من أبي موسى الأشعري" لأن لفظ "أبي" وقع بعد حرف الجر الذي يلزمه أن يكون مجرورا)
فكتب عمر إلى عامله : “سلام عليك، أما بعد، فاضرب كاتبك سوطاً واحدا، وأخّر عطاءه سنة” أو “إذا أتاك كتابي هذا، فاجلده سوطاً واعزله عن عمله”.
فاشتهرت الأقوال المنسوبة إليه في أمر تعلم اللغة العربية :
"تعلموا العربية؛ فإنها تثبت العقل وتزيد في المروءة
وكذلك قال :
تعلموا السنة والفرائض واللحن كما تعلمون القرآن
قلت : اللحن هنا بمعنى اللغة العربية
وأما في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه لا شك دوره الأكبر توحيد رسم القرآن في مصحفه حين وقعت اختلاف بين المسلمين آنذك في قراءة القرآن ويجعل مصحفه إماما وحكما وفصلا حين وقعت الإختلافات.
توسعت هذه الألحان في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى يكون أول من أمر بوضع أصول وقواعد اللغة العربية، وقد أمر أبا الأسود الدئلي (ت ٩٧ ه) به. وهذا العالم الكبير أبو الأسود الدئلي هو أول من وضع هذه الأصول.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar