Minggu, 22 Desember 2019

أهداف التربية الإسلامية




أهداف التربية الإسلامية
 
بقلم محمد أتم الإندونيسي

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. قال صلى الله عليه وسلم : إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْنِي مُعَنِّفًا وَلكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا[1]
التربية الإسلامية تهدف لتكوين الإنسان الصالح، قال الله تعالى : "كل من الصالحين" (الأنعام ٨٥)، وعلى لسان إبراهيم : "رب هب لي من الصالحين "(الصافات ١٠٠)، وعلى لسان يوسف : "وألحقني بالصالحين" (يوسف ١٠١) قال محمد قطب : أما الإسلام فلا يحصر نفسه في تلك الحدود الضيقة، ولا يسعى لإعداد المواطن الصالح، وإنما يسعى لتحقيق هدف أكبر وأشمل، هو إعداد الإنسان الصالح.[2]
قال السيد نقيب العطاس : الهدف من طلب العلم في الإسلام هو لغرس الخير أو العدل في نفس الإنسان من حيث هو الإنسان والشخصية. لذلك الهدف من التربية في الإسلام هو لتحصيل الإنسان الصالح (good man). ما المراد بالصالح في تصورنا عن الإنسان الصالح ؟ العنصر الأساسي الملتصق منه في تصور الإسلام هو غرس الأدب.[3]   
التربية الإسلامية تنظر الإنسان نظرة شاملة من حيث هو الإنسان بمعناه الشامل المتكامل. قال د. خالد بن حامد الحازمي في تعريف التربية الإسلامية : تنشئة الإنسان شيئا فشيئا في جميع جوانبه ابتغاء سعادة الدنيا والآخرة وفق المنهج الإسلامي[4]. وقال محمد ناثر في تعريف التربية الإسلامية : قيادة الجسماني والروحاني إلى الكمال وشمولية الأوصاف الإنسانية بمعناها الحقيقي[5] وهذا يناسب معنى التربية بذاتها، قال الراغب الأصفهاني : التربية هي إِنْشَاءُ الشَّيْءِ حَالًا فَحَالًا إِلَى حَدِّ التَّمَامِ[6] وقال البيضوي : التربية هي تَبْلِيْغُ الشَّيْءِ إِلَى كَمَالِهِ شَيْئًا فَشَيْئًا[7]


وظيفة الإنسان الصالح هي العبادة والخلافة.
قال الله تعالى : وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون (الذاريات ٥٦) وقال : وإذ قال ربك للملئكة إني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون (البقرة ٣٠)
العبادة لا تكون إلا لله لأنها غاية الخضوع والتذلل، وهي تشمل كل حياة الإنسان، قال ابن تيمية : العِبَادَةُ هِيَ اِسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ البَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ.[8] والخلافة هي أمانة التكليف من الله للإنسان تشمل تطبيق حكم الله في الأرض وعدم الإفساد فيها بعد إصلاحها وتعميرها. ولكن أغلبية الإنسان لا تحمل هذه الأمانة، قال تعالى : إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (الأحزاب ٧٢). والذي يليق أن يحملها هو الإنسان الصالح، قال تعالى : وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فألئك هم الفاسقون (النور ٥٥)
(١) تطبيق حكم الله. قال الله تعالى : يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ، إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (ص ٢٦).
(٢) عدم الإفساد في الأرض بعد إصلاحها. قال تعالى : وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (الأعراف ٥٦) قال الشوكاني : ومعنى "بعد إصلاحها" : بعد أن أصلحها الله بإرسال الرسل وإنزال الكتب وتقرير الشرائع.[9]
(٣) تعمير الأرض. قال تعالى : وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (هود ٦١) وقال السعدي : وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا أي استخلفكم فيها, وأنعم عليكم بالنعم, الظاهرة والباطنة, ومكنكم في الأرض, تبنون, وتغرسون, وتزرعون, وتحرثون ما شئتم, وتنتفعون بمنافعها, وتستغلون مصالحها.[10]
الإنسان الصالح له صفتان أساسيتان هما الإيمان والعمل الصالح.
قال تعالى : الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (الرعد ٢٩) فعملية التربية والتعليم تركز في تحصيل هاتين الصفتين، مثلا عندما نعلم النبات لا نتوقف على إعطاء المعلومات عنه ثم يستطيع الطالب أن يزرع نباتا ويستفيد منه لطلب الدنيا، بل نركز في إدخال الإيمان بأن الله هو زارع النبات الحقيقي ومصوره تصويرا بديعا، "أفرأيتم ما تحرثون؟ ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون؟ لو نشاء جعلناه حطاما فظلتم تفكهون (الواقعة ٦٣-٦٥) والحث على العمل الصالح من تلك الزراعة عملا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ (رواه مسلم) وكذلك كل العلوم.  
التربية الإسلامية تربي الإنسان في جميع جوانبه هي روحه وعقله وجسمه.
قال محمد قطب : طَرِيْقَةُ الْإِسْلَامِ فِي التَّرْبِيَّةِ هِيَ مُعَالَجَةُ الْكَائِنِ الْبَشَرِي كُلِّهِ مُعَالَجَةً شَامِلَةً لَا تَتْرُكُ مِنْهُ شَيْئًا وَلَا تَغْفَلُ عَنْ شَيْءٍ، جِسْمَهُ وَعَقْلَهُ وَرُوْحَهُ، حَيَاتَهُ الْمَادِّيَّةَ وَالْمَعْنَوِيَّةَ وَكُلَّ نَشَاطِهِ عَلَى الْأَرْضِ.[11]
كيف تكون تربية الروح والعقل والجسم ؟
فلنتدبر من هذه الآية : إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الألباب. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ (آل عمران ١٩٠-١٩١) فتربية الروح بتكوين الصلة الدائمة مع الله، وتربية العقل بالتفكر في خلق الله وتربية الجسم أولا بإعطاء حقه يعني بإطعامه حلالا طيبا والراحة والتنظيف والتقويم ثم ثانيا باستعماله في العمل الصالح خوفا ووقاية من عذاب النار.


[1]  رواه أحمد (١٤٥١٥) والنسائي (٩١٦٤)
[2]  منهج التربية الإسلامية، ص ١٣
[3]  مترجم من كتابه Islam and Secularisme (الإسلام والعلمانية) ص ١٥٠-١٥١
[4]  أصول التربية الإسلامية ص ١٩
[5]  أحد أعلام إندونيسيا العالم والمجاهد والمفكر الإسلامي في إندونيسيا (1908-1993 م)، مترجم من كتابه Kapita Selecta (الجامع المختار) ١/٤١٢
[6]  المفردات في غريب القرآن، ص ١٨٤
[7]  أنوار التنزيل وأسرار التأويل ١/١٣
[8]  العبودية ص ١
[9]  فتح القدير ص ٤٨٠
[10]  تفسير السعدي ص ٤٤٣
[11]  منهج التربية الإسلامية، ص ١٨

Tidak ada komentar:

Posting Komentar