Sabtu, 21 Desember 2019

العلوم الشرعية



العلوم الشرعية

بقلم محمد أتم الإندونيسي

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
أما بعد.
الشكر على نعم الله لا تحصى، ومن أكبر نعمه هدي الناس بدين الإسلام، فقد أكمل دينه وأتم نعمته ورضي بالإسلام دينا، قال تعالى : ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (المائدة : ٣).
الشكر لله أيضا على هذه الفرصة الطيبة، فعلى الإيمان والإسلام يكون اجتماعنا في هذا الملتقى لنتعمق في العلوم الشرعية. صدر هذا الملتقى ونسميه بملتقى باحثي العلم الشرعي بعون الله تعالى رجاء رضاه وأجره وجعله من الخدمة في دينه لإعلاء كلمته، ليتكلم المسلمون باسم الدين على أساس وبصيرة من العلم، لأن الإسلام دين العلم.
إخوة الكرام، هذا الدين بني على أساس العلم، لذلك أول وحي نزل في تأسيس المبادئ العلمية، قال تعالى : ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم الإنسان ما لم يعلم (العلق : ١-٥). والوحي نفسه بنوعيه القرآن والسنة علم عظيم وواسع لانهاية فيه، رغم هذا العلم الذي أعطاه الله للناس شيء قليل من علمه، قال تعالى : ﴿وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. (الإسراء : ٨٥).
فالعلوم الشرعية التي تستخرج من الوحي هي علوم عظيمة وواسعة لا نهاية فيها. فكم من العلماء فهموا وتبحروا في هذأ البحر العميق عصرا إلى عصر وجيلا إلى جيل ؟ وكم من الكتب التي كتبت ؟ ومع ذلك ظل هذا الوحي معجزة إلى يوم القيامة.
ينبغي لنا أن نشكر على نعمة هذا العلم. إذا أعطانا الله علما من هذه العلوم، هذا نعمة عظيمة ينبغي لنا أن نشكره بحفظ الأمانة المحمولة فيه، بالسعي إلى العمل به وتطويره ونشره. وتطويره يكون بالزيادة فيه في كل وقت. ليس هناك شيء مطلوب زيادته استمرارا إلا العلم، لذلك علّم الله نبيه وأمته الدعاء : ﴿وقل رب زدني علما (طه : ١١٤). ولا نستطيع أن نستوعب ونبلغ نهاية هذا العلم مهما اجتهدنا وبالغنا في الإجتهاد. ورأينا اجتهاد العلماء بمرور الزمان الطويل ولم نر بلوغهم إلى نهاية هذا العلم. لذلك لا بد أن نصاحب هذا الطلب بإخلاص النية لله تعالى والتواضع فيه.
نستطيع أن نقول العلوم الشرعية بالحمع أو العلم الشرعي بالمفرد اعتبارا أنه اسم جنس للإستغراق. فهذا العلم كما قلنا واسع جدا. استطاع العلماء أن تطوروا هذا العلم. فنستطيع أن نقسم هذا العلم إلى أربع اعتبارات :
أولا : باعتبار مصدره ينقسم هذا العلم إلى علم القرآن وعلم السنة. فعلم القرآن واسع جدا كعلم التجويد والقراءات والرسم والضبط وعلوم القرآن والتفسير عاما كان أو متخصصا كالأحكام أو موضوعيا وأصوله، والتفسير علم واسع جدا. والسنة رواية ودراية كعلم متن الحديث وشرحه والمصطلح والتخريج ودراسة الأسانيد وعلم الرجال والجرح والتعديل والعلل.
ثانيا : باعتبار موضوعه ينقسم إلى ثلاثة علوم، هي علم العقيدة الفقه والأخلاق، لأن هذه العلوم الثلاثة تفصيل لأركان الدين الثلاثة : الإيمان والإسلام والإحسان.
فالعقيدة يبحث فيها من ناحية ترسيخ دلائلها ومن ناحية ردود الشبهات.
والفقه علم يتفرع منه كثير جدا لأنه يتعلق بجميع أعمال الناس، باعتبار بحثه نستطيع أن نقسم إلى علم الفقه المذهبي والفقه المقارن والموضوع الخاص منه كعلم الفقه السياسي والقضاء وفقه النوازل والفرائض والحسبة والقواعد الفقهية والفروق الفقهية والتاريخ التشريع وطبقات الفقهاء. وعلم الفقه يبنى بعلم أصول الفقه لذلك لا يستطيع أن ينفصل عنه. وعلم أصول الفقه له فرع كعلم المقاصد الشرعية وتخيرج الفروع على الأصول.
علم الأخلاق كعلم الآداب الإسلامية وعلم السلوك.
رابعا : باعتبار وسائله. أعنى وسائل وصول الشريعة الإسلامية إلى الأمة، فأقول فيها علم التربية وعلم الدعوة، وكثيرا قدمت هذه الشريعة بوسيلة علم التاريخ ونسميه بعلم التاريخ الإسلامي وأهمه علم السيرة النبوية.
خامسا : باعتبار آلاته. فهذه الآلات تنقسم إلى علم اللغة وعلم العقل. فعلم اللغة واسع جدا كعلم مفردات اللغة والإشتقاق والتصريف والنحو والبلاغة والشعر والأدب والعروض والقوافي والخط العربي وغير ذلك. وأما علم العقل هو علم المنطق الذي نستطيع أن نخدمه للشريعة وكذلك لحل المشكلات الفكرية العصرية نحتاج إلى علم نسميه بعلم الفكر الإسلامي.
هذه هي لمحات حول العلوم الشريعة. عسى الله أن يجعلنا من الخادمين لدينه.
والصلاة والسلام على نبينا محمد، أستغفر الله لي ولكم، والحمد لله رب العلمين.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar